قدَرُ الإنتِماءْ
أوَتـَعجَبُ وَ أنتَ تـَرَى ألفَ ليلـَةٍ مِن الحَملِ الثائِرِ تـَمْضِي كسُخرِيَةٍ سَرابِ فـَتـَنتـَفِضُ لِما لـَم يَقـُلهُ هاجِسٌ وَ لـَم تـَصدِقهُ رُؤىً؟ أوَ تـَعجَبُ لِجُثـّةِ حُلمٍ مُجْهَضٍ يَتَكالَبُ عَليْهَا زُناةِ الشِيَعِ لاهَثينَ كـَذبابٍ يَسّاقط علىَ رَوثٍ فـَتـَعْجَزُ لِهَولٍ الوَجَعِ؟
وَ قديمًا قـُلتَ بأنّ الجُوعَ يُعْمِي العُيونَ عَن الحَقِ وَ لـَو لِحِين، حتىَ بُعِثَ الجُوعُ مَارِدًا زَعزَعَ قـَبْرَ الوَطنَ الأعْمَى ساعَة ثمّ إنطفَـَأ الأمل.. وَها أنـّكَ تـُبصِرُ قدَرَ الأزلامِ سِراطًا وَ طاعُونُ الذاتَ إلَهً مُتـَسَرطِنـًا وَ زَيفُ الوُعُودِ قد أمْسىَ اليَقين. وَ تسّائَلُ أكانـَت الرُؤيَا سَرابًا أو إرْهاصًا لِفـَجرٍ عَقيمْ، فتـَهوِي عَليْكَ جَلامِـيدٌ مِن عَجْزٍ و حُزنٍ دفـِينْ وَ لا تـَجدُ للعَذابِ مِن مَخرَجٍ وَ لا لِلقيْدِ مِن فكٍّ أوْ مِن خلاصٍ قريبْ
ثمّ تـَنقـَلِبُ إلىَ نفسِكَ تـُحاولُ رَتقَ الشَرْخِ في صَدرِ قبيلةٍ حَمَلتَ هَوْلَ أوجاعِها زمَنًا وَ لا تـَزالْ، وَ تـَبحَثُ عَبَثا خـَلفَ أسوارِ القـَهرِ فِي جَوفِكَ عَن إجابَةٍ لِسُؤالٍ أحرَقَ جُذورَ الثـَوابـِتِ فِـيكَ فيُضنِيكَ البَحثُ و يَستعْصِي الجَوابُ كَشيْطانٍ رَجيمْ. وَ يَعُودُ المَوْجُ فيَصْدَعُ بكَ سُخطًا وَ يَعلـُو لهيبُ الحِقدٍ وَ عَذابُ الرَفضِ الأليمْ، وَ تـَعتـَزِمُ خوْضَ الغـَدِ مُنبَتـّا لاعِنـًا قـَدَرَ الإنتِماءْ
.إ.